خادم عضو
عدد المساهمات : 9 نقاط : 25 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 07/12/2010
| موضوع: نبذة عن دور العشائر العراقية في الوحدة الوطنية الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 12:13 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
يمكن القول إن تاريخ أي جماعة بشرية هو تعبير عن الفعل الجماعي في سياقات ثقافية ذات سمة تراكمية، تورث اجتماعيا فتحدد ملامح هوية تلك الجماعة. وإذا كان علماء علم الاجتماع يقسمون المجتمعات إلى قسمين رئيسيين،المجتمعات الثابتة والمجتمعات النابتة ، حيث تنتمي البنية المجتمعية العراقية إلى الصنف الأول الذي يتسم بعمقه التاريخي، ففيه مستويات من الوجود تحت ما يظهر على السطح، أبعد مما يبدو للعيان، كما عبرعنها عالم الاجتماع باسكر، وهذه المستويات التحتية ذات أهمية خاصة لأنها تستطيع أن تفسر ما هو باد لنا.
أن العراق في مطلع القرن العشرين لم يكن شعبا واحدا أو جماعة سياسية واحدة بل توجد فيه الأقليات الذين يشكلون مجتمعات متمايزة ومختلفة رغم تمتعهم بسمات مشتركة، فالعراق كان جزءا من الإمبراطورية العثمانية، ولم تكن فيه سلطة سياسية وطنية، أما شعبه فقد كان موحدا ،وهذا ما حدث عند اشتراك العراقيين بمختلف فئاتهم وطبقاتهم في مواجهة الاحتلال الإنجليزي للعراق (1904–1918).وحالة المقاومة التي وصلت ذروتها في ثورة العشرين وفي هذا الإطار يؤكد الدكتور علي الوردي، أن ثورة العشرين كانت تعبيرا عن الافعال والتضامن الشعبي وهو بالتأكيد تعبير عن تأريخ من مشاعر الانتماء ، كان العراقيون جميعا بمختلف فئاتهم وطبقاتهم يهتفون 'يحيا الوطن'، وهذا يجسد انتماء مشتركا إلى مجتمع واحد .
تميزالعراق بتعدد العشائر العراقية والذين يمثلون أطياف الشعب العراقي من عرب واكراد وتركمان وديانات متعددة فمنهم المسلمون بطائفتهما الشيعية والسنية والمسيحيون وغيرهم ، وهؤلاء هم العراقيين المعروفين وعبر تاريخهم الطويل الذي يمتد لأكثر من ثلاثة آلاف سنة، بنزوعهم للحرية ورفضهم للاحتلال والتسلط الأجنبي والعبودية، والذي أضاف له الإسلام العقيدة الإيمانية الراسخة والواجب الشرعي في الجهاد وحب الشهادة.
ولكل عشيرة يديرها أكبر الرجال سناً وأحكمهم عقلاً يسمى ' شيخ العشيرة' ولكل عشيرة عاداتها وتقاليدها وثقافاتها التي نشأت بها والتي استحدثتها من قوميتها وعقيدتها الدينية ، اضافة ان لكل عشيرة سياسة خاصة بها لتسيرامورها في حل النزاعات والخلافات التي تحدث. وللعشائر العراقية كان لها في الماضي دور مشهود ومعروف في المجتمع، وكان يحسب لها حسابات كثيرة، وسيظل هذا الدور للعشائر قائم حتى الآن وفي المستقبل، لأن كثير من المشاكل الاجتماعية قد لا يحلها القانون، أو قد يحلها القانون ولكن تبقى عليها معلقات كثيرة كالدية والمنازعات الأخرى، كانت هذه تُحل عن طريق شيخ العشيرة، ولا تزال إلى حد الآن، يعني رغم التطور الحضاري والقانوني إلا أن التقاليد والأعراف العشائرية موجودة إلى الآن ، ولا يمكن إهمال دور كل قبيلة من قبائل العراق أو من عشائره في الحالة الاجتماعية أو في المستقبل لسياسي للعراق.
المجتمعات في العادة تبتدء من البداوة الراحلة في الصحارى واعالي الجبال ممتهنين الزراعة والري كمجتمعات بدائية وعلى نظرية الفيلسوف الاوربي 'تيومبي' منان الشعوب تلد في مناخ كما يلد الطفل من رحم أمه وكما يمر الانسان بدورالطفولة والشباب والكهولة والعجز ثم يضمحل ليذهب الى التراب كذلك الشعوب ،ويعطي هذا العالم أمثلة على قيام الامبراطورية الرومانية كيف نشأت وترعرعت وقويت وأصبحت مترامية الاطراف ثم وهنت وضعفت وذهبت الى بحر الماضي كما ذهبت الامبراطورية الساسانية والفارسية وأضمحلت بعد عظمة وترك تاريخها يحاكي الزمن ، هكذا ينطبق على العراق اذ ان الاحتلال العثماني أرجع عظمةالعراق وحضارته الكلدانية والاشورية الى حالته الاولى الزراعية خاصة بعد موجة الطاعون الذي هلك بها الملايين ولما ذهب ظلم العثمانيون وتشكلت الحكومة العراقية على زمن المغفور له فيصل الاول بدأت تتشكل معالم حضارة مدنية برع الملك فيصل الاول في تأسيس المؤسسات القانونية الدستورية الوطنية فانشئ الجيش من اولاد شيوخ العشائر وشكل القضاء من عراقين درسوا في الخارج وأنشئوا كلية الحقوق ودار المعلمين وغيرها من المؤسسات التي تحتاجها الحضارة المتزامنة مع الوقت ، هذه الحالة واجهت تيار عشائري كان الناس يرجعون الى حل مشاكلهم عن طريق مشايخه ولا بد ان تكون هذه العشائر تملك انتمائاً طائفياً فتجد ان الفرات الاعلى تواجد على ضفافه عشائر أكثريتها شيعة ولكن لا يمنع هذا من تواجد عشائر سنية متلاحمة معها متمازجة ومتداخلة بشكل عضوي بالتزاوج والانتساب.
اضطرت السلطة الوطنية في عهد الانتداب وشرعت قانون العشائر وهذا القانون فيه الكثير من اثار الخيمة العربية العشائرية وتراثهم وحضارتهم وتوارث اعرافهم فيها بينهم فكان هناك قواعد قاعدة الفصل وقاعدة الدية وقاعدة المشاية لعقد الصلح وقاعدة تعويض والتي تصل بعضاً ان تعطي النساء كعملة للتعويض. نعم،نحن مجتمع إسلامي، وان رئيس عشيرة هو رأس الحكمة وهو مخافة الله بما يحكم إلا بالعدل والإنصاف، ويبتعد عن هواه وتعصبه وانحيازه ، وان هناك مقالة 'رجل الدين وشيخ العشيرة يجب أن يكونون للجميع' إذا ما كانواللجميع، ما تتصف بهم صفات علماء الدين ولا صفات رجال العشائر أو شيوخ العشائر ويكون قدوة، وهذا القدوة يجب أن يمحي عواطفه ويمحي تحيزاته وتكتلاته، يكون للجميع لتوحيد الشعب وبناء حضارة واستقرار الشعب ويدعم الوحدة الوطنية، ويدعم التواؤم والتآلف بين الشعب بشكل عام. | |
|
يوسف الحربي مدير ومؤسس المنتدى
عدد المساهمات : 109 نقاط : 300 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 04/12/2010 العمر : 68 الموقع : عراق الرافدين
| موضوع: رد: نبذة عن دور العشائر العراقية في الوحدة الوطنية الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 11:05 pm | |
| | |
|