الجاموس
ويعتبر الجاموس الحيوان الزراعي الأول لكونه مقاوما للإمراض ومنتجا للحليب وله قابلية تسمين تفوق جميع الحيوانات ولكون تكاليف تربيته اقل عند مقارنته مع الأبقار إذ يتغذى على أعلاف رديئة ويعطي حليب نسبة الدهن فيه عالية , ويتميز بقدرته العالية على هضم مادتي السليلوز واللكنين الموجودتين في القصب والبردي والحشائش الخشنة ذات القيمة الغذائية المنخفضة وتحويلها إلى منتجات بروتينية ذات قيمة غذائية عالية ويعود هذا إلى تطور الجهاز الهضمي لديه,ويتميز الجاموس العراقي بشراسته وحساسيته للغرباء وهي صفة من صفاته الأساسية إضافة إلى أقلمته لطبيعة الإدارة والمربي ونوع الإنتاج بالإضافة إلى تكيف الجاموس في البيئة التي يعيش فيها.
والشخص المتابع لحيوان الجاموس في العراق وما جرى علية من نكبات منذ مطلع الثمانينات إلى يومنا هذا يستنتج أن سبب بقاء الجاموس يتعلق بمدى قدرة هذا الحيوان في مقاومة الظروف البيئية المحيطة به ومدى إصرار مربي الجاموس في ديمومة هذا الحيوان والمحافظة عليه نتيجة الممارسة والخبرة المتراكمة والمتوارثة عن الإباء والأجداد في أدارته وتربيته التي لا يضاهيهم فيها احد.
يقسم الجاموس بصورة عامة إلى قسمين هما الأليف و البري, والجاموس في العراق هو من النوع الأليف. ويقسم الجاموس في العراق إلى :
1. جاموس الاهوار : يوجد في مناطق الاهوار وهو ميال للسباحة في البحيرات والمستنقعات الراكدة ويتميز بإنتاجه القليل من الحليب وصغر حجمه مقارنتا بجاموس الأنهار والسبب بالا ساس يعود لعامل التغذية.
2. جاموس الأنهار : يوجد هذا النوع حول المدن وهو ميال للسباحة في المياه العميقة والأنهار الجارية ويمتلك وهو اكبر حجما من جاموس الاهوار وأكثر أنتاج ويستخدم الجاموس في العراق لإنتاج الحليب العالي الدسم ولا يستخدم للعمل كما في بعض الدول .
الصفات الوراثية
اللون الأسود هو السائد في الجاموس ويتميز الرأس في الجاموس بوجود القرون وكذلك تحمله درجات الحرارة العالية نتيجة الغطس بالماء والتمرغ بالطين وذلك لموازنة حرارة الجسم مع حرارة الجو . وان الجاموس له القابلية على تناول كميات كبيرة من الأعلاف الخشنة من المراعي الاروائية والأدغال ونباتات الأحراش مثل القصب والبردي المتواجد في المستنقعات المائية والاستفادة منها .
الصفات الشكلية للجاموس
الصفات الشكلية للجاموس العراقي فانه يتميز بان الرأس طويل ونحيف وذو قرون في الجنسين ،الجسم عميق وواسع البطن والأرجل طويلة وقوية والضرع كبير والحلمات كبيرة وطويلة واللون اسود مع وجود بقع بيضاء في مقدمة الرأس وعلى الأرجل والذيل طويل ينتهي بخصلة من الشعر الأسود أو الأبيض أحيانا.
القابلية الوراثية للجاموس العراقي
وجد اختلاف واضحة على مستوى الحامض النووي الوراثي (DNA) بالمقارنة مع السلالات العالمية (بيانات غير منشورة). وكذلك وجد اختلاف بالنسبة لصفات الدم
1. معدل وزن الذكور من عجول الجاموس العراقي عند التسمين يضاهي معدلات العجول في السلالات العالمية.
2. أفضل عمر لتسمين العجول العراقية هو سنة واحدة وبمعدل وزن 200 كغم وبفترة تسمين لا تقل عن 100 يوم ولاتتجاوز150يوم (رجب، 1977).
3. معدل الزيادة الوزنية اليومية في عجول الجاموس كانت 728 غم يومياً متفوقة على عجول الأبقار التي كان معدل الوزن لديها 544 غم (جمعة وزملاؤه،1972).
4. معدل الزيادة اليومية في الوزن هو (1،163كغم) وهو معدل يضاهي تقريباً قابليات التسمين في السلالات الايطالية (قصير وزملاؤه، 1969).
5. يتصف الجاموس العراقي بالعمر الإنتاجي الطويل حيث تبقى الإناث بالقطيع لعمر يصل إلى 15 سنة. وقد وصل الإنتاج في بعض المجاميع إلى 2500 كغم في الموسم الواحد. وتشير الدراسات المحدودة إن معدلات الإنتاج من الحليب تختلف باختلاف المناطق الجغرافية التي يربى فيها وحسب نظم التغذية والرعاية الصحية والتناسلية والتحسين الوراثي من خلال التلقيح بثيران منتخبة حيث يتراوح الإنتاج مابين 680 كغم للجاموسة الواحدة للموسم الإنتاجي في مناطق الاهوار و1800 كغم في المناطق المجاورة للمدن وخاصة في منطقة أبي غريب (قرية الذهب الأبيض ).
6. أن القابليات الوراثية الفائقة الموجودة لدى عجول الجاموس العراقية في التسمين غير مستثمرة نهائياً في العراق ،وبالتالي يجب أن يأخذ الموضوع أهمية قصوى ويختلف قسم كبير من مقاييس الجسم عن السلالات العالمية ومنها:
1. طول الجسم
2. ارتفاع الجسم
3. بعض مقاييس الضرع (طالب ,2009).
المشاكل
1. هناك قلق كبير على الجاموس العراقي كونه مصدراً وراثياً مهملاً وليس هناك من خطوات لتطويره وراثياً. والمصادر الوراثية المحلية لاتتلائم مع متطلبات الإنتاج العالمي وهي وهي بحاجة إلى دراسات معمقة على مستوى الجزيئي.ومحاولة الولوج إلى داخل المادة الوراثية لتشخيص الحامض النووي الوراثي لها (طالب, 2009).
2. عدم وجود تصنيف متفق عليه للجاموس العراقي: "الجاموس العراقي يمتلك أشكالا مختلفة". ونلاحظ ان جاموس الاهوار يختلف عن جاموس وسط وشمال العراق. ويرجع ذلك إلى اختلاف البيئة وطريقة التربية.
3. القطعان الموجودة لدى اغلب المربين (ميسان والبصرة)هي خليط من جاموس الأنهار وجاموس الأهوار والسبب يعود إلى السياسات الجائرة التي تعرض لها قطاع تربية الجاموس ( حرب العراق على جمهورية إيران الإسلامية وسياسة تجفيف الاهوار )كل ذلك أدى إلى هجرة اغلب المربين وتوطنهم قرب المدن كذلك بيع الجاموس الذي يربى في الاهوار وتم توطينه قرب المدن .
4. تدهور أماكن رعي الجاموس بسبب الجفاف .
5. ضعف إنتاجية الجاموس وقصر فترة الإنتاج لدى اغلب المربين .
6. مشاكل نقص الخصوبة في الجاموس التي أدت إلى خسائر اقتصادية كبيرة في دخل المربين .
7. انتشار الإمراض الوبائية وانعدام التلقيحات الوقائية والعلاجية أدى إلى هلاك الكثير من قطعان الجاموس .
8. ارتفاع تكاليف تربية الجاموس مما حدى بمربي الجاموس للتخلص من عناء تربيته عن طريق ذبحه أو بيعه في الأسواق.
9. لدى الجاموس قابلية ضعيفة في حماية نفسه من الشمس والحر وذلك لقلة عدد الغدد العرقية التي يمتلكها ( تساوي عشر العدد في الأبقار) مع انخفاض كثافة الشعر الذي يغطي الجلد فان التعرض للشمس لمدد طويلة خلال اليوم لاسيما في الصيف قد يؤدي إلى الهلاك ( Ligda, 1996)
10. ظاهرة استخدام السموم لصيد الأسماك خاصة في مناطق الاهوار والتي تؤثر على الجاموس بصورة مباشرة من حيث زيادة نسبة الهلاكات نتيجة تركز السموم المستخدمة لصيد الأسماك في نباتات القصب والبردي وكذلك زيادة تركيزها في المياه مما يؤثر سلبا على حياة الجاموس.
11. إن الطلب المتزايد على المنتجات الزراعية مع محدودية العرض، جعل من العراق يواجه مشكلة زراعية غذائية بدأت تتفاقم بتقدم الزمن، واتجه لمواجهة هذه المشكلة نحو الاستيراد من الخارج والذي يكلف الاقتصاد العراقي مبالغ كبيرة وبالعملات الصعبة، وبالتالي يكون هذا القطاع عائقا لعملية التنمية، وليس سانداً لها ويمكن ملاحظة تخلف القطاع الزراعي في العراق من خلال المقارنة مع البلدان الأخرى فبالرغم من إمكاناتها المحدودة لكنها متطورة من حيث الإنتاج والإنتاجية إلى درجة تحقيق الاكتفاء الذاتي مع وجود إمكانية للتصدير.
12. جهل مربو الجاموس بأمور التربية والتغذية وأمور أدارة القطيع وعدم الاهتمام بنظم الإيواء الصحيحة والأساليب غير الصحيحة التي يتبعها عادة مربو الجاموس وقت الولادة. وجهلهم بالتلقيحات ومعالجة الأمراض أدى ذلك إلى إلا انه ابتلاء الجاموس منذ فترة طويلة بنسب عالية من التغيرات المرضية لأنثى الجاموس. كما تشير الكثير من الدراسات التي تمت عن طريق المجازر.
13. فقدان الجاموس لموارده الغذائية الطبيعية من خلال التغيرات الجوهرية لاسيما في مناطق الاهوار التي يتواجد فيها الجاموس بغزارة. آذ أن من صفات الجاموس تكيفه للأعلاف المتوفرة في مناطق الاهوار والتي تجعل من هذه الحيوانات محمية من خطر الانقراض على الرغم من تعرضها لنقصان خطير في الأعداد وتدمير البيئة في الاهوار
المقترحات
1. الاهتمام بالجاموس لأنه يمثل حيوان القرن الحادي والعشرين لكونه مقاوما للإمراض ومنتجا للحليب وله قابلية تسمين تفوق جميع حيوانات المزرعة الأخرى .
2. بناء برنامج وراثي طويل الأمد لتحسين وتنمية الجاموس في العراق تديرها جهات عليا أكاديمية لها علاقة بالموضوع.
3. الاهتمام بعملية التلقيح الاصطناعي لغرض تكوين جيل جديد ملائم للظروف البيئية السائدة وذو صفات إنتاجية عالية .
4. تكوين قطيع نواة للجاموس متميز وراثيا يكون الأساس في تنمية الجاموس على مستوى العراق يستخدم للتلقيح الاصطناعي ويكون الأساس في تنمية الجاموس
5. استخدام أسلوب التربية الجافة كبديل عن التربية في الاهوار وتحسين التغذية ووضع برنامج غذائي للحيوانات حسب الإنتاج والوزن .... واللجوء للرعي الليلي والاستفادة المثلى من القصب والبردي عن طريق إضافة بعض المعاملات لتحسين الاستساغة والقيمة الغذائية . والاهتمام بمساكن الحيوانات من الناحية الفنية والإدارية .
6. مساعدة المربين لبناء برامج لتحسين أداء حيواناتهم واستبعاد الحيوانات منخفضة الإنتاج واستبدالها بحيوانات محسنة وراثيا
7. ضرورة استفادة المربين ذوي القطعان المتدنية في القيم التربوية من ثيران القطعان المتميزة وراثياً .
8. استخدام الطرق الحديثة والمتطورة في مجال التقانات الحيوية والخريطة الوراثية للجاموس العراقي.
9. الاعتماد على الحليب اليومي للفحوصات الدورية في التقويم الوراثي للإناث إذا تم تشخيص التباين الوراثي بين الإفراد.
10. وضْع الإستراتيجية المحلية لإدارة الموارد الوراثية لحيوانات المزرعة.
11. زيادة الدخل المحلي بتشجيع إجراء البحوث التطبيقية التي تهدف إلى زيادة إنتاجية الجاموس من الحليب واللحم لتفادى مخاطر الاستيراد