حكاية علي وبناته الثلاث
علي (بكسر العين) رجل فلاح يعيش في الاهوار مع عدد من الفلاحين ببيوت من القصب وله عدد من الجاموس ويسمونها الدواب يعيش على منتجاتها مع عائلته وليه ثلاث بنات فلاحات وكل منهن لها صفاتها وعادة ما يذهب الى عمق الهور ليصطاد السمك او يحش البردي ويذهب مع صاحبه حمد ووسيلة نقلهم البلم ويكون انواع بحسب استخدامه مثل الدانك الكبير والمشحوف يطلق ايضا عليه والصغير منها يسمى طرادة
ففي احد الايام ذهب علي مع حمد الى عمق الهور ليجلبا البردي الى دوابهم وما ان وصل الهور حتى تفجا بجنية كبيرة الراس والحجم ونظرا لشجاعته تكفل موضوعها واخذ يقاتلها حتى انتصر عليها وذبحها وراودته فكرة ان يختفي في الدانك ويضع راس الجنية الوحشة تحت البردي ويسمى الشدة منها درب فوضع الاس تحت الدرب
واتفق مع صاحبه حمد ان يختفي بين البردي في دانكهما قبل وصوله واتفق معه ايضا ان لا يدلي عليه وان يقول لاادري به
وعاد الرجلان نهاية النهار محملين بالصيد والبردي وبكميات يحملها الدانك وراس الوحش الجنية تحت احد الدروب البارزة
وعادة قيادة البلم تتطلب تعاون الاثنين بالغرف تارة وبالدفع بالمردي تارة اخرى وحسب متطلبات المياه
عند وصول الاثنان على مقربة من المنازل تخفى علي وجاء صاحبه وكانه وحده وبنات علي بانتظار قدوم والدهن لغرض مساعدته بانزال الحمولة وهن مشتاقات لابيهن وتمعن جيدا فلم يرين والدهن فقط صاحبه حمد فثار ذلك شجونهن وسالن مد قائلات:
عمي جا وين ابون؟
فلم يجهن عدة مرات
فعرفن ان والدهن حدث له شيء لا يسر وارادت كل واحدة ان تقول ما تعتقد فصاحت الكبيرة قائلة:
بناها علي وللغيم زمت
بيها بني مالج التمت
علي طاح ياالبينا التشمت يا علي بوي
ووالدها سمع ما قالته الكبير قال في نفسه لم تصيب الهدف الكبيرة
ثم صاحت الوسطى قائلة:
هور الحويز والكواوين
ما بللن كتر العجين
هذا ريوك المستعجلين يا علي بوي
(واشارت للدرب المرفوع براس الجنية)
فقال والدها بالغت ولم تصب الهدف
ثم صاحت الصغيرة وكانت عاقلة وصاحبة حكمة وفراسة قائلة:
بناها علي من علو الايشان
بيها بني مالك وهل خيكان
علي جاعد اليضحك على الجان
تحلون الدرب تلكون نيشان
يا علي بوي
قال اصابت الهدف الصغيرة وعرف ان ابنته الصغيرة صاحبة استنتاج نا بع عن قناعتها بشجاعة ابيها
فجلس من محل اختفئه وعرف ان الوسطى تبالغ والكبيرة استسلمت للامر من اول الوقت فذاع صيت الصغرى وتزوجت قبل خواتها باحسن قسمة ونصيب